رقم العضوية : 73371
الانتساب : Dec 2006
الجنس : أنثى
المشاركات : 2,361
بمعدل : 0.36 يوميا
معدل تقييم المستوى : 52
التقييم : Array
|
مجموعة هودجكين من اللوحات المغولية.. جماليات كلاسيكية
يتأثر معظم الناس باللوحات الهندية، بإحساس تغمره الألوان وجرأة الصور التي تفصح عنها.ولكن الرسام وجامع اللوحات من الفترة الكلاسيكية المغولية في الهند، البريطاني هوارد هودجكين، يقول إن هذه اللوحات لم تؤثر في نفسه بتاتاً، ويؤكد في حوار أجرته معه صحيفة" الإندبندنت" البريطانية، بمناسبة إقامة معرض لمجموعته الخاصة، في متحف أشموليان، في أكسفورد ببريطانيا، أخيرا، أن الهند أثرت في نفسه كمكان وأناس، اكثر من تأثيرها فيه على صعيد الفن، إلا أن هذا لا يتناقض مع واقع كون حبه للبلاد، شكل مصدر إلهام له، لبدء مجموعته الخاصة، من رسوماتها.
سعى هوارد هودجكين، في اطار تجميع اللوحات، وفي معظم الأحوال، إلى اقتناء الأعمال الأكثر تعقيدا من الألوان الرصينة ومكبوحة الجماح، حيث إنه لا يخفي نفوره من الصور الصغيرة التي تشكل غالبية اللوحات في الهند، خصوصا تلك التي يجري تداولها في المناسبات.
يعتبر هودجكين خبيراً متذوقاً لمجال نادر في الفن، نسبيا، ألا وهو الرسومات الهندية التي تعود إلى الفترة الكلاسيكية المغولية. وكمعظم الفنانين الذين يجمعون التحف الفنية والنسخ المقلدة والرسومات الخاصة حتى بمنافسيهم، فإنه يفعل ذلك لأنها تعطيه إلهاما لأعماله.
ويقول إنه يشتري اللوحات لا ليعلقها على الجدران، وإنما ليضعها في اطار ويختار البعض منها، من وقت إلى آخر، للمقارنة بينها.
مهنة"شرسة"
إن عملية تجميع التحف، كما يعرف أي ممارس حقيقي أصيل لهذا النشاط، تعد عملا شرسا. وهودجكين يقر بالهوس الكامن في هذه المهنة، ويحلو له القول: "الأشياء يفترض اقتناؤها بناء على الضرورة أو العاطفة". ويقر بأنه، وعلى امتداد السنوات، ما بدا افتتانا، على مقاعد الدراسة، جره لاحقا إلى نبذ هذه المهنة في اكثر من مناسبة، حيث كره الطاقة والأموال التي استنفدتها، لكن هذا لم يمنعه من بناء إحدى أفضل المجموعات من نوعها، ضمن المجموعات الخاصة بالفنون.
"رقصة في الغابة"
وترى صحيفة الإنبندنت، في تقرير لها، حول المعرض الأخير لهودجكين، أن مجموعته جاءت كنتاج لعين فنان خبير في مجاله، كان على مدى عقود من الزمن يزداد معرفة واطلاعا وموهبة، وتصفه الآن، بعد أن قارب ال80 من العمر، بأنه من أهم الفنانين البريطانيين.
وهودجكين لم يسع في عمله إلى اتباع نمط تاريخي معين في اقتناء الرسومات الهندية، وهو يقول في هذا الصدد: "مجموعتي ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بتاريخ الفن".
ولدى الفنان البريطاني، ايضا، ميل مركزي للصور الكبيرة وللرسومات، ونرى ان هذين النوعين موجودين، جنبا إلى جنب، في قطعة قماش جميلة من منطقة راجستان، عند مدخل المعرض في متحف "اشموليان".
لوحات "رقصة الغوبيات في الغابة" أو "سارات بورنيما" التي تعود إلى عام 1720- 1725، تصور نسوة تحلبن الأبقار، وأياديهن متماسكة في رقصة أمام الاله كريشنا، وذلك بصورة تنم عن هدوء وحركة. وأما الرسمتان الكبيرتان بالفرشاة ،من كوتا، ف يعتقد انهما رسمتا تحضيرا لرسم لوحة من الجص:
لوحة "الفيلة تدفع مدافع تجرها الثيران"، وهي مفعمة بالقوة والتوتر والجبروت. ويتذكر هودجكين مرعوبا، ان صورة الغوبيات، بسطت أمامه للمرة الأولى على رصيف عام، أما صورة المدافع فقد لمحها على طاولة تاجر تحف، وعلم على الفور أنها يجب ان تكون ضمن مجموعته.
كما يحدث مع كل من يتعامل مع الفن الهندي، تقريبا، فإن هودجكين وقع بكل وضوح، في حب تصوير الفيلة. ويظهر المعرض سلسلة كاملة منها، تصورها وهي واقفة بإجلال تتنظر حمل سادتها الملوك، وفي وضع قتالي في البطولات المحببة إلى قلب البلاط المغولي، أو في حالة من الاندفاع خلال رحلات صيد النمور.
وهناك رسمة ملونة بال"غواس" على الورق، تحت عنوان "الصيد الملوكي للاسود"،وهي من بوندي عام 1640، وهي تحفة فنية مفعمة بالحيوية والعنفوان. كما توجد رسمة مهمة من كوتا، بعنوان "الفيلة تتقاتل" توعد الى العام 1655-1660.
ولهودجكين شغف أيضا بفن تصوير الوجوه، وهذه الوجوه قد تكون كئيبة بعض الشيء، آخذا في الاعتبار طبيعة هذا الشكل من الفن ذي الأسلوب التقليدي، أو وجوه أباطرة وراجات ونبلاء، تكون معروضة دوما، في وضعية تظهر الرأس والكتف. ولكن هودجكين جمع بعض الصور الشخصية المليئة بالإحساس الوفير، بما في ذلك رسمة رائعة بالفرشاة للمهراجا راج سينغ من جونيا، تعود لعام 1698.
وهو يحمل زهرة ويبدو حزينا عن بعد، بالإضافة إلى مخطط رسمة مذهلة لا بد من أنها مأخوذة من حياة احد النبلاء في بلاط شاه جيهان. وهناك رسمة حزينة أخرى، باعثة لليأس، وهي للإمبراطور المغولي الأخير بهادور شاه، المخلوع والمنبوذ من قبل البريطانيين بعد الثورة الهندية على الإنجليز، في عام 1857.
توجهات مغايرة
على النقيض من مجموعة هودجكين، صداف وجود مجموعة خاصة أخرى، معروضة حاليا في صالة عرض "دلويش بيكتشور"، مأخوذة من مجموعة كلوديو موسكاتلي، وتمثل الهدف النموذجي لجامع تحف، في شراء لوحات تعد تصويراً لمدارس الرسم الرئيسية في الهند. وعلى الرغم من ان هودجكين يرفض هذا النوع من اللوحات، قائلا إنها خيالية وشاعرية جدا في المواضيع التي تتناولها، من أجل ملء المشاعر بالحياة وكسب العيش التي تشكل نعمة الخلاص للفن الهندي. إلا أن الأعمال في معرض "دلويش" مليئة بالحياة.
وتقدم حتى الأيقونات الأكثر دينية. ويقول الناقد أدريان هاملتون إن لوحات "الراجات" تطورت إلى تقليد لحني في الموسيقى الهندوسية، له موضوع يعبر عن سمة من سمات المشاعر الدينية، بالتالي فإنها تتحدث عن "المشاعر"، بقدر ما تتحدث عن الأسلوب. وتستخدم في رسمها الألوان الحمراء الداكنة والصفراء المشعة، وهناك مواضيع تثير البهجة في هذا الفن، مثل الأعمال الراجستانية والبهارية، بالتحديد.
كما ان نفور هودجكين من الصور الصغيرة التي تشكل غالبية رسومات الهند، لم يمنعه من اقتناء عدة صور ال "راغامالا" الجيدة، وهي عبارة عن سلسلة من اللوحات التوضيحية من القرون الوسطى، تستند إلى مختارات من الألحان الموسيقية، من البنجاب، وتصور مصارعين ونساء يائسات، وتعكس مواضيع وروحية الوسائط الموسيقية في شمال الهند.
وتختم صحيفة الاندبندت، في تقريرها بهذا الخصوص، موضحة انه إذا كان التذوق الفني في تراجع، ويطغى عليه الإسراف في المشتريات الفنية لطابعها "الاستثماري"، فان الفن الهندي، له جامعو تحف لديهم مذاق مميز.المصدر: البيان الاماراتيه
|
Bookmarks